logo_q

مع التحية لوكيل الرياضة والشباب

بقلم : إبــراهـيـم الصـواعـي.

خفف من شغفك، ولا تقدم أفكار متجددة، ضع طموحك جانباً، فلم يعد هنالك للشباب ما تقدمه الرياضة سوى سقطات إعلامية بطلها اعتادَ على الظهور،وقد اختصرَ من يدير رياضتنا ومشاريع أنديتنا وكل من خلف ذلك طوال السنوات الماضية.

لا أظنُّها صدفة أن يعتاد سعادة وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب ظهوره المتكرر وإعلاميًا، فهنالك من يُمجِّده علنًا بعبارات اعتدنا عليها حتى وصلنا بذلك إلى المواصفات العالمية بمنشآتنا دون أن ندري، وأن نضع شروطنا للفيفا اذا ما أراد أن نستضيف كأس العالم، بجانب الاتحادات الرياضية التي ستخضع لعقوبات تصل إلى عدم دعمها مالياً إذا لم تعتمد الجمعيات العمومية للنظام الأخير الخاص بالحوكمة في تصريح غير مسؤول ضرب من خلاله حق الجمعية العمومية بعرض الحائط، ومنها يناشد -في تناقض- بتطبيق الحوكمة والشفافية!

لم يكن سعادة الوكيل طرفًا في جلسة الفيفا حول مقترح استضافة السلطنة لإحدى مجموعات كأس العالم، ولم يُوفَّق بتصريحه حول جدية الفيفا من الاستضافة، حيث كان يرى انفانتينو رئيس الفيفا بأن البطولة التي ستقام بالشرق الأوسط لأول مرة فرصةً حقيقية لتطبيق فكرة إضافة ١٦ فريق قبل موعدها المحدد في مونديال ٢٠٢٦، من أجل أن يضيف ٤٠٠ مليون دولار في خزينة الفيفا من حقوق النقل والتسويق وتذاكر الجماهير كما وعد في عريضته بكونغرس ميامي، وهي فرصة كذلك لتحقيق أحد أبرز عناصر رؤيته الانتخابية، وعلى ذلك سيذلل الإشتراطات اللازمة في استضافة السلطنة عدد من المباريات بجانب الكويت، بعدها كان واضحًا قرار السلطنة -لمن يقرأ بين السطور-بأننا لا نرغب في أن ندخل في صراع الدولة المستضيفة مع الفيفا الغير معلن، فمن الغير المعقول أن يمدَّ الاتحاد الدولي لكرة القدم يده إلينا لاستضافة كأس العالم وهي سابقة تاريخية لن تتكرر، ومن ثم نُبدي عدم رغبتنا بالاستضافة بحجة ضيق الوقت للاستعداد كما جاء على لسان سعادته، فما بعد ذلك حديث يتم تناوله وهي رسالة لسعادة الوكيل وغيره من المسؤولين في التعاطي مع ملف تم اغلاقه بهدوء قبل عامين، وما صرح به اليوم يبقى من وجهة نظره الشخصية لا أكثر، ولا نعلم لماذا تطرق الى المشاريع الإنشائية ومن ثم الى الملاعب والمجمعات الرياضية باعتبارها متوافقة مع المواصفات العالمية وهو يعلم على سبيل المثال بأن اضاءة ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر بعد استبدالها قبل اسابيع لا تتوافق مع المواصفات الحديثة، ناهيك عن أبسط المعايير التي تتعلق بالبوابات الإلكترونية والتذاكر ومقاعد الجماهير والأماكن المخصصة للإعلاميين وغيرها، فلماذا الظهور اعلامياً بمفردات لا تمت بالواقع صلة، لم تعد هذه اللغة تتوافق مع فكر شباب اليوم وتطلعاتهم نحو الرياضة والأندية كبيئة جاذبه، ولنا في المكرمات السامية والمشاريع الاستثمارية للأندية مثال على عدم قدرته في التعاطي مع تلك الملفات بالشكل المطلوب، فهنالك مشاريع إنشائية لم تكتمل وأخرى تهالكت والبعض منها لازالت متوقفة، فمن يتحمل مسؤولية سوء التخطيط طوال تلك السنين.

لماذا الآن يعتقد سعادته وفي العهد الجديد بأن هنالك ملامح إستراتيجية للرياضة العُمانية ستشهد العديد من التغييرات، ونحن نعلم بأن اغلب القرارات التي صدرت هي ملفات منسيّة نفض عنها الغبار وظهرت من جديد للعلن، فمن يطالب بالتجديد في تغيير رؤساء الاتحادات بعد فترة ٨ سنوات لعدم قدرتهم على إضافة الجديد، عليه أن يحترم عقولنا بعد ١٥ سنة على هرم الرياضة دون تجديد، وهذا ما يفسر في بطء تنفيذ أغلب القرارات، فقد أصبحت منزوعة الحيوية، وحينما يصاحب لأي عمل قيمة في اختلاقه يقل حينها حماس الشباب الواعي اتجاه هذا القطاع بشكل لافت، فلا أحد أصبح يطيق أي ابتذال لمسؤول في ظهوره الاعلامي؛ حتى لا ننخدع كما كان سابقاً بنتائج موهومة؛ وهذا ما يفسر حول غياب المحاسبة الفعلية، فتجد من يُقيّـم المرحلة هو نفسه من يُنفذها ويتحقق منها، وبعدها يظهر علناً بالتظاهر على العمل وتبرير الوقت المنقضي.

حول صدى

خدمات شاملة وحلول مبتكرة للعمل التطوعي تتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد

الأخبار

تابعنا: