نظّمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب اليوم حلقة عمل تحديث استراتيجية الرياضة العُمانية؛ بهدف مواكبة المستجدات في الشأن الرياضي ومواءمتها مع رؤية عُمان 2040.
وتسعى الحلقة إلى تحقيق التطلعات والطموحات التي يرمي إلى تحقيقها الشباب العُماني في المجال الرياضي، من خلال مناقشة التحديات والتطلعات من قِبل المتخصصين من وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العُمانية والاتحادات الرياضية واللجان الرياضية والأندية المتخصصة والمراكز الرياضية والجمعيات والمؤسسات الرياضية وجامعة السلطان قابوس والاتحاد العُماني للرياضة المدرسية وممثلين من القطاع الخاص.
وبدأت حلقة العمل بعرض مرئي قدَّمه سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، استعرض خلاله التطوُّرات التي مرّت بها الرياضة العُمانية منذ انطلاق الأندية في عام 1970م، مرورًا ببناء أول مجمّع رياضي في عام 1985م؛ ثم توالي الإنجازات الإقليمية والدولية منذ 1988م، حتى تدشين الإستراتيجية الرياضية الأولى، حيث اعتمدت أول استراتيجية رياضية عُمانية بقرار من مجلس الوزراء في جلسته 18/2009، لذا جاءت حلقة العمل هذه لمناقشة رؤية الاستراتيجية الرياضية ورسالتها ومحاورها وأهدافها، ومواءمتها مع التوجهات العامة لسلطنة عُمان ورؤية عُمان 2040، بالإضافة إلى ارتباطها بالأهداف الإقليمية والعالمية.
كما استعرض سعادته بالعرض المرئي إحصاءات القطاع الرياضي مُوضحًا أنهُ خلال السنوات العشر الأخيرة ارتفعت أعداد المنشآت والهيئات الرياضية في سلطنة عُمان؛ فوِفق آخر الإحصاءات لعام 2021م بلغ عدد المجمّعات الرياضية 12 مجمّعًا؛ وأما المراكز الرياضيّة فبلغت 16 مركزًا، فيما بلغ عدد الاتحادات الرياضية 15 اتحادًا، و22 لجنة رياضية، أما الأندية فأصبح عددها 44 ناديًا رياضيًا.
بعد ذلك تم تقديم عروض مرئية حول التوجهات العامة لتحديث الاستراتيجية ونظام إدارة حلقة العمل، وتضمّنت الجلسة الأولى تحليل البيئة الداخلية والخارجية لمرتكزات الاستراتيجية من خلال مناقشة المحاور والمرتكزات بشكل عام، وتحليل البيئة الداخلية والخارجية (بالتحليل الرباعي) بحسب المرتكزات، وصياغة الأهداف الاستراتيجية واقتراح المشاريع والمبادرات بحسب المرتكزات، أما الجلسة الثانية فاستُكملت من خلالها صياغة الأهداف الاستراتيجية واقتراح المشاريع والمبادرات واستعراض النتائج بالنقاش الداخلي والخارجي، ومن ثم استعراض مسودة النتائج العامة لجلسات الحلقة.
وتناولت حلقة العمل أربعة محاور رئيسية وبكل محور مجموعة من المرتكزات، وتمّت مناقشة هذه المحاور بأربع جلسات مستقلة أدارها عدد من المتخصصين، حيث ترأس الدكتور سالم بن خميس العريمي رئيس اللجنة العُمانية للرياضة الجامعية ونائب رئيس الاتحاد العربي للرياضة الجامعية جلسة المحور الأول التي جاءت بعنوان “الرياضة والمجتمع”، ويضم الرياضة المدرسية والرياضة الجامعية والرياضة للجميع ورياضة المرأة ورياضة ذوي الإعاقة، فيما ترأس سعادة سلطان بن حميد الحوسني عضو لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى جلسة المحور الثاني بعنوان “الرياضة والاقتصاد والتنمية” ويشمل البنية الأساسية المتكاملة والمتطوّرة والرياضة التنافسية الفاعلة وريادة الأعمال والاستثمار الرياضي والأندية الرياضية والإعلام الرياضي.
أما المحور الثالث فترأس جلسته الدكتور عبدالرحيم بن مسلم الدروشي وهي بعنوان “حوكمة الهيئات الرياضية ورفع مستوى أدائها” وخلاله تمّت مناقشة التشريعات والقوانين والتنظيم الرياضي وحوكمة الهيئات الرياضية (الاتحادات والأندية والفرق الأهلية) ونظام الاحتراف الرياضي واللجان الرياضية التي تُشرف عليها الوزارة وعلوم الرياضة (الطب الرياضي)، وفي المحور الرابع الذي جاء بعنوان “الرياضة والبيئة المستدامة” والذي ترأس جلسته المهندس حمد بن خميس الحاتمي فقد نُوقش ضمن مرتكزاته المنشآت الرياضية الصديقة للبيئة والثقافة البيئية والرياضة السياحية والرياضة البحرية والشاطئية والألعاب التقليدية.
ونُوقش خلال حلقة العمل أبرز التحديات التي تواجهها الرياضة العُمانية وهي الدور المحدود للجمعيات العمومية وضعف الموارد المالية والاستثمار للهيئات ومحدودية الإنجازات الدولية والعزوف الجماهيري والحاجة لتوظيف علوم الرياضة وبرامج التأهيل وتحديات مساهمة وشراكة القطاع الخاص والحاجة لتطوير مرافق حديثة وقلة المواهب الرياضية ونقص التخطيط الاستراتيجي والمتابعة.
وقال سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل الوزارة للرياضة والشباب في تصريح له: إن تحديث الاستراتيجية الرياضية سيتم متابعته وتنفيذه من قِبل المختصين في الوزارة والجهات الأخرى وأهمية التفاعل مع الجمهور والمجتمع والوقوف معهم على التطلعات وتحديد ما تحقق وما تتطلع لتحقيقه، والوزارة عاقدة العزم على الاستمرار في التفاعل مع الجمهور في كافة القطاعات التي تُعنى بها الوزارة والمشاركة في الخطط المستقبلية.
ووضّح سعادته أن المرتكزات التي وُضعت على أساسها محاور الاستراتيجية الرياضية، جاءت بالاستناد على المحاور الرئيسية الأربعة لرؤية عُمان 2040 وهي “مجتمع إنسانه مبدع ودولة أجهزتها مسؤولة واقتصاد بنيته تنافسية وبيئة عناصرها مستدامة”، والخروج بمحاور مرتبطة بالقطاع الرياضي وهذه المحاور مترابطة مع الاستراتيجيات والقرارات الدولية في الرياضة والنشاط البدني.
وحول تنفيذ هذه الاستراتيجية، قال سعادته إنه توجد خطة تدشين مختبر لمتابعة التنفيذ وسيتم تقديم دعوات عامة للمشاركة في المختبرات بشكل سنوي ودائم لمتابعة ما تم تحقيقه، ويأتي هذا المختبر لمراجعة السياسات والبرامج ومدى توافقها مع تحقيق المؤشرات التي وُضِعت، فمن الضروري أن تكون هناك لقاءات سنوية مع الشركاء والمعنيين بالشأن الرياضي.
ووفق تصريح سعادة الوكيل، فمن المتوقع الانتهاء من إعداد المسودة الأولى لمشروع الاستراتيجية الرياضية في نهاية العام الحالي ومن ثم سيتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للخروج بمشروع الاستراتيجية الرياضية النهائي واعتمادها مع بداية العام المقبل، ومن ثم يبدأ التنفيذ مباشرة والمتابعة والتقييم بشكل مستمر.