رياضة متقدمة

بـقـلم : إبراهيم الصواعي


معاً نتقدم”، حدث لبرلمان مجتمعي ونموذج ناجح في التواصل المباشر بين المسؤول والمواطن يرسخ النهج السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه- في تحقيق التواصل المُباشر بين الحكومة والمجتمع، وله دلالات تؤكد على حرص الحكومة في الاستماع لآراء المواطنين وتبني تطلعاتهم وأفكارهم المستقبلية.

مالفت انتباهي في الجلسة الخاصة للثقافة والرياضة والشباب حديث صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب الذي أعطى أريحية للحضور في الطرح والشفافية والشراكة الحقيقية في صنع واتخاذ القرار، وسط تفاعل كبير من الحضور لتوجيهات سموه المباشرة للمسؤولين في أخذ بعين الإعتبار لأفكار الشباب التي طُرحت، وهذا مؤشر في إشراك الشباب في بناء الوطن، ومنهجية حقيقية في استثمار الطاقات الشبابية الفاعلة، وهي تُجسد الرؤية السامية والحكيمة بعد أن شارك الجميع في صياغة رؤية عُمان ٢٠٤٠ هانحن اليوم أمام إنطلاقة طموحة في صنع وتنفيذ القرارات من والى الشباب أنفسهم؛ فهنالك مراكز للشباب أنشئت في قطاع الشباب، وتوقيع اتفاقية إنشاء مركز عُمان الثقافي في قطاع الثقافة، والإعلان عن إنشاء مدينة رياضية متكاملة في قطاع الرياضة، بجانب التشريعات والاستراتيجيات الجديدة لكل قطاع، وخطوات متسارعة نحو مسار جديد للاحتراف وتفريغ اللاعبين، بجانب اعادة صياغة مفهوم النادي للرياضة التنافسية وخصخصة الأندية، في فترة زمنيّة قياسية رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة؛ خصوصاً التي واكبت انطلاقة الخطة الخمسية العاشرة، وقد تحدث عنها سمّوه بأنها “واقع وتحدي ملموس، ولكن سنسارع الزمن من أجل ان ترتقي الرياضة إلى مستوى طموح الشباب”.

حديث الحضور من الشباب بالجلسة النقاشية كان متنوع في المجالات الثقافية والفنية والأدبية وريادة الأعمال والرياضة وربطها بالجوانب الاقتصادية والسياحية، وهنا أود أن اسلط الضوء على بعض النقاط المهمة:

١- مداخلة معالي الدكتور وزير الإعلام حول القوة الناعمة وربطها بالهوية، جعل من الحضور يقدم نماذج من دول المنطقة في ربط القوة الناعمة بالرياضة أيضاً، وهنا يدفعني الحديث حول صناعة الإعلام وتخفيف العبء المالي الكبير على كاهل الدولة وخصوصاً البرامج الرياضية؛ فعدم قدرة التلفزيون في العمل منذ سنوات في مواكبة المتغيرات بالمنطقة، باعتبار الإعلام شريك حقيقي في دعم الرياضة والاتحادات والأندية، وهذا ما يفسر عدم قدرة وزارة الإعلام في تفعيل اتفاقية حقوق البث التلفزيوني للأندية الموقعة منذ عام ٢٠١٦ مع اتحاد القدم في الوقت الذي تشهد أندية المنطقة مبالغ طائلة من حقوق البث توازي أضعاف الميزانية السنوية لأنديتنا من الدعم الحكومي!

فلم نستطيع شراء حقوق البث التلفزيوني لنهائيات كأس آسيا الأخيرة والمشارك بها منتخبنا الوطني، لعدم وجود منتج يغطي نسبة ما على الأقل من التكاليف، وبكل مناسبة أو مشاركة للمنتخبات الوطنية سيفتح ملف حقوق البث من جديد، واتمنى أن لا تكون الحجة التكاليف باهضة! ومن ثم يتم الحديث عن القوة الناعمة! وهو غطاء لعدم وجود برامج تسويقية وحضور يستحق المتابعة والترويج.

هذا بجانب ضعف التواجد الإعلامي خلف المنتخبات الوطنية والبحث عن الدعوات المجانية، فقد شهدت بنفسي على معاناة الوفد الإعلامي المشارك في العديد من المشاركات، بل في العديد منها لم يكن متواجداً بالرغم من تحقيق منتخباتنا الوطنية للذهب!

٢- لأكثر من ثلاثة أصوات تحدثوا حول “صناعة النجوم” وهذا يقودني في الحديث حول لجنة رياضة الأداء العالي والتي اعتبرناها خطوة لـشراكة حقيقية ستساهم إيجابياً على عمل اللجنة الأولمبية العمانية نحو بيئةٍ رياضيةٍ تكاملية للرياضيين مواكبة للدول المتقدمة، وبلاشك ستساهم في رفع مستوى الطموح لملفٍ ينتظره الجميع في صناعة أبطالٍ من ذهب وفق متطلبات علمية دقيقة لحاجيات اللاعبين، وسترفع من خلالها مستوى الحلم والطموح نحو رياضة تنافسية، ونجاح ذلك مرهون على تهيئة الجو العام، وشراكة المجتمع، والدعم حكومي ربما وحده لايكفي، مما يستدعي شراكة استراتيجية من القطاع الخاص، والرهان على ذلك ليس على الورق فحسب، وإنما واقع نلتمسه بعد أن كان الهرم الرياضي التقليدي يضع “الرياضيَّ ” في آخرِ اهتمامه؛ نراه اليوم من الواجب وفق الاختصاصات المعلنة بأن يكون “الرياضي” محور الاهتمام بقمة الهرم، وهذا ما سيعكس على عمل اللجنة المشكّلة من نتائج منتظرة لكل محور، مبنية على أُطرٍ منهجية واضحة لا تحتمل الاجتهادات؛ حتى نصل لآفاق برامج جديدة ومستقبل واعد للرياضة، يتيح ويمكّن الرياضيين والمجيدين بمختلف الألعاب للوصول إلى قدراتهم الكاملة؛ انطلاقاً من أساسيات مُـمـكِّنة ومشجعة، وصولاً الى التدريب على المنافسة ومن ثم الاستمرارية حتى نصل إلى التدريب على الفوز وانتهاءً برياضيين نشطاء مدى الحياة، وهذا ما سيتطلب إلى شراكات كبيرة مع مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية أولاً ومن ثم البحث عن شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص؛ من أجل صياغة مشروع وطني يحدد للرياضي والمجيد منهم هدف واضح للوصول الى منصة التتويج.

ان نهج التواصل المباشر بين المسؤول والمواطن هي أداة ومنهجية عمل أثبتت فاعليتها؛ وهي ترجمة للنطق السامي “الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم”، وجميع المؤشرات تؤكد بأن تطلعات الشباب “لا شك أنها ستجد العناية التي تستحق”.

حول صدى

خدمات شاملة وحلول مبتكرة للعمل التطوعي تتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد

الأخبار

تابعنا: