logo_q

سقـوط مستـمر.. خسارةٌ جديدةٌ لمنتخب الناشئين

خسارة الناشئين لمباراتين على التوالي في بطولة آسيا الأخيرة صادفها حملة عاطفية إعلامياً، مستغلين مشاهد حسرة اللاعبين-الذين لا ذنب لهم- بعدم إستطاعتهم على تحقيق حلم الصعود لنهائيات كأس العالم، ومن ثم إستقبالهم كأبطال في المطار من قبل المسؤولين بحضور الإعلام، يعكس الطرق التي يمارسها الإتحاد في كيفية التعامل مع مشهد الفشل وكأنما شيئاً لم يحدث !

السقوط المتجدد لمنتخباتنا بالمراحل السنية من بطولة لأخرى، هو نتيجة عدم وجود خطط وبرامج لهذه الفئات المهمة من لاعبي المستقبل، بينما بالمقابل تكشف لنا منتخبات شرق القارة الصفراء في كل بطولة أسم جديد، تجده يسابق الزمن في مزاحمة كبار آسيا، ليس لأنهم من كوكب آخر كما نعتقد، إنما هي كرة القدم سياستها وبرامجها لكل المراحل واضحة ومتاحة للجميع، ماعليك سوى أن تكيفها في بيئتك بدون تصنّع أو تكلف.

منتخبنا الوطني للناشئين الحالي سبق وأن حصل على بطولة غرب آسيا للبراعم بعام ٢٠١٥ وهم من مخرجات مدارس التكوين، الجميع حينها تفائل بوضوح إستراتيجية عمل قد لمسنا نتائجها، وما إن جاءت لغة الإتحاد الحالي بشعار التغيير والشفافية أختفت، ولم يجتمع اللاعبون إطلاقاً، وقد تم تسريح الجهاز الفني والإداري والمشرف الفني الخاص لتلك الفئة، حتى جاء المدرب يعقوب الصباحي ليمزج معهم لاعبين من مخرجات الدوري المحلي، ومن ثم كما هي العاده معسكرات ومباريات ودية يتبعها إخفاقات متكرره، فهل لازلنا لم نعي الدرس في طرق إهتمامنا بالمراحل السنية وكيفية تهيئة البيئة المناسبة لهم؟

المنتخب الحالي سيتم ترحيله للشباب، وحتى اللحظة ومنذ أكثر من سنة ونصف لم يتم الإعلان عن الجهاز الفني والإداري لهذا المنتخب، أما الناشئين القادم لم يتم تهيئة البيئة المناسبة لهم، لعدم وجود منتخب للبراعم منذ عامين ونصف أو برامج تضمن لهم التأهيل الصحيح منذ إيقاف دعم مدارس الأندية، وإن أستمر الصباحي بتدريب الناشئين فلن يتمكن سوى اللحاق على الدور الثاني من الدوري المحلي الذي شارف على الإنتهاء، ناهيك عن عدم وجود مشرف فني مساند لخطط وإستراتيجية العمل الفني لهذه الفئة حتى اللحظة، ومازاد المسألة تعقيد هو إقالة الخبير المصري الذي تم تعيينه بعد إستقالة جيم سيلبي، وبعد ٨ أشهر قرر إتحاد القدم تعيين آخر ولكن لم يستلم مهام عمله بعد!

إن إختفاء دعم مدارس التكوين بالأندية -المتابعة فنياً من قبل مختصين- والإعلان عن إيقافها، هو ليس من أجل خطط وبرامج جديدة مقنعة، وإنما هي باتت بشكل فاضح من أجل إزاحة كل مايتعلق بماضي من سبقهم، ليتفاجئوا بعدم قدرتهم على بناء قاعدة حتى اللحظة، فالشركة الداعمة لتلك المدارس لم يبادر إتحاد القدم بالجلوس معها إطلاقاً، ومنذ عامين وبكل جمعية عمومية يستمر مشهد إتحاد القدم في الإعلان عن وعود إنشاء مراكز خاصة للبراعم بخمس محافظات، أو كتلك التي وعد بها الرئيس بملفه الإنتخابي حول تطوير قطاع المراحل السنية، من خلال دعم الشركات المحلية بكل محافظة، ولم تتم بحجة عدم توفر السيولة لظروف التي تمر بها البلد على حسب وصفه، فالأولويات باتت للسفر والسياحة والتزاحم على حجز تذاكر حضور البطولات القارية، ومن ثم تغليف الإخفاقات بخدمات لمؤسسات إعلامية، تُدفع لها آلاف الريالات الشهرية!

بالمقابل نجد هنالك مبادرات في تمكين قطاع الناشئين من قبل مؤسسات في إقامة المهرجانات للبراعم وبطولات أخرى لإكتشاف المواهب، وأيضاً مؤسسات تسويقية قد ساهمت في توقيع شراكات تختص بتطوير قطاع دوريات المدارس مع وزارة التربية والتعليم، وأخرى لبطولات دولية تحمل أسم السلطنة تختص بقطاع النشء كروياً، ومن ثم يتفرج إتحاد القدم على كل ذلك بالرغم من أولوية إختصاصه، بمشهد يفسر عشوائية مؤسسة مختصة بعدم قدرتها على إيجاد برامج واضحة وشراكات مع مختلف القطاعات المحلية، أو حتى خارجية كتلك التي قد بادرت بها إحدى الأكاديميات، فهل المشكلة في الخطط نفسها على أنها غير مقنعة، وعدم الإستقرار بها لكثرة الإستقالات والإقالات، أم التسويق لم يكن بالشكل المطلوب؟

آخر كلام

‏‎في البطولات القارية لايمكن أن تستفيق من صداع الإخفاق سوى بقرار الإستقالة، فهي تعرّي خططك وبرامجك وتكشف حتى -آيبادات- أقلامك، أما مبررات عدم وضوح المنظومة أو قلة الدعم الحكومي أصبحت أسباب مستهلكة، ولو كان هذا الصداع المزمن منذ الفترة الأولى لقررت مبكراً، ولكن هي ضريبة سوق الإعلاميين وتعيين المستشارين.

حول صدى

خدمات شاملة وحلول مبتكرة للعمل التطوعي تتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد

الأخبار

تابعنا: