logo_q

استبعاد الحبسي.. قراراتٌ تُثير الاستغراب

لم يتردد بيم فيربيك مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم في إبعاد علي الحبسي من قائمة الفريق المشاركة في كأس آسيا ٢٠١٩ بالإمارات؛ مستنداً على التقرير الطبي لإصابته والتي حدد من خلالها طبيب المنتخب مدة العلاج لثلاث أسابيع، وهو ما يعني صعوبة المجازفة بمركز الحراسة المهم!

حسناً، إلى هنا الجميع متفق على القرار بقناعة تامة، وقد تعامل الحبسي في رسالته المتلفزة للاعبي الأحمر وعلى وجه الخصوص الحارس فايز الرشيدي، بإحترافية وأراد منها رفع المعنويات وشحذ الهمم وبأن المنتخب يمثل الوطن ولا يقف على أحد، ولكن هل أنتهت الحكاية وأُغلق ملف مشاركة كابتن وقائد الكتيبة الحمراء؟!

الجميع شعر بالخوف من تفاقم إصابة الحارس ونحن مقبلين على مشاركة قد تُكتب لنا نجاح فيها، ولأنني بادرت بالتواصل بعد إصابته مباشرة قبل إلتحاقه بمعسكر المنتخب، فقد أشار طبيب ناديه حول الإصابة بعد الفحوصات الأولية بأنها لاتتعدى خمسة أيام من العلاج والتأهيل المكثف، ولكن بعد تقرير طبيب المنتخب حول المدة التي من الممكن أن تتجاوز ثلاثة أسابيع، هو ما أثار شكوك الجميع حول حقيقة الدفع بقرار إبعاده وقد تكون بفعل فاعل!

خلال أقل من ٢٤ ساعة تم إتخاذ القرار، الحبسي لم يعود لناديه مباشرة وإنما كانت الوجهة لمسقط، فهل إستشار مجموعة من الأطباء حول مدة علاجه، الخطوة التي من المفترض أن يستنفر فيها إتحاد القدم جهوده في إيجاد ما يضمن تواجد القائد والإستفادة من خبرته في المشاركة الرابعة له بالبطولة الآسيوية، أو على الأقل الإستفادة من شراكة الإتحاد مع مستشفى إسبيتار المختص بإصابة الملاعب بدولة قطر، والأخذ بالنصائح اللازمة حول إمكانية علاجه وضمان تواجده!

لا أحد يود تحمّل مسؤولية مواجهة وسائل الإعلام حول القرار سوى اللاعب نفسه، أما إتحاد القدم فقد أكتفى ببيان جاء فيه قرار فيربيك وكفى، كل ذلك في أقصر رحلة معسكر عاشها الحبسي طوال مسيرته، المنتخب بمعسكر أخير بدون تواجد عضو من مجلس الإدارة، صادفه مجموعة من القرارات الخاطئة أبرزها أحداث مباراة استراليا الودية، ناهيك عن عدم إعلان القائمة النهائية للاعبين المشاركين بمؤتمر صحفي ينهي الجدل حول إستبعاد مجموعة من الأسماء وتفاصيل أخرى تتعلق بعدم جاهزية آخرين ضمتهم القائمة، إضافة نظرة الجهاز الفني في إستبعاد الحبسي، والإجابة حول إستفسارات تتعلق بأحقية تواجده حتى بعد نتيجة إستشارة طبيب جامعة السلطان قابوس حول مدة غيابه.

عاد الحبسي إلى مسقط والشكوك تحوم حول مدة إصابته، فجاءت الإستشارة بعد عرضها على طبيب مختص، والذي أشار حول إمكانية العودة إلى الملاعب في مدة قد لا تتجاوز الأسبوع، وحينما علم الجهاز الفني بذلك أصرّ على الإستبعاد وإرسال القائمة النهائية للإتحاد الآسيوي!

الأمر الآخر والمثير للدهشة هنالك حلول كثيرة، بعد أن علم الجهاز الفني حول إمكانية العودة للحبسي؛ لماذا لم تستفيد إدارة المنتخب الوطني من نظام الإتحاد الآسيوي في إستبدال اللاعب المصاب من القائمة بلاعب آخر؟ حيث تتيح اللائحة إستبدال اللاعب المصاب قبل إنطلاقة المباراة الأولى بالبطولة الآسيوية بخمس ساعات وإرفاق مايثبت إصابته، وهنا كان من المفترض الإبقاء على الحبسي أطول مدة ممكنة، ولا يمنع من إستدعاء الحارس الشاب عمار الرشيدي للمعسكر بنفس الفترة -قد سبق وأن أنضم لمعسكر المنتخب السابق، وهو متواجد إيضاً بمعسكرات المنتخب الأولمبي-لإستفادة من خدماته في حالة عدم إستطاعة الحبسي تكملة المشوار!

الحل الآخر ماذا لو كانت قائمة حراسة المرمى أربعة حرّاس وليس ثلاثة؟ هل سيؤثر تواجد الحبسي على رؤية فيربيك الفنية في حالة الإستغناء عن لاعب آخر بالمراكز الأخرى؟ من يعرف تفاصيل العناية بلاعبين مؤثرين حالت الإصابة دون تواجدهم مع الأحمر، سيدرك العبث وعدم الإهتمام بضرورة الحرص على تمثيلهم للمنتخب بالمعترك الآسيوي، وهنا الحديث أيضاً عن إصابة فهمي دوربين ونادر عوض!

تفاصيل الحكاية لا تهم نادي الهلال الذي وقف على إصابة علي من أجل العودة، وهو من بادر في تكثيف العلاج لأهمية الإستفادة من خدماته بعد موسم إستثنائي كأهم لاعب هلالي بهذه الفترة، حيث تشير التقارير بأن الحبسي عاد وتمرن بالكرة ، وسيتواجد يوم الأربعاء المقبل بعد إستئناف المدرب جيسوس التمارين؛ ليباشر التدريبات والإنضمام لقائمة الفريق المشارك بمواجهة الكأس يوم ٥ يناير، أي فقط قبل ٤ أيام من مواجهة منتخبنا الوطني الأولى بالبطولة الآسيوية ضد أوزباكستان!

نعم قد لا يجازف جيسوس بمباراة الكأس، ولكن جاهزيته حتمية لمباراة الدوري ضد الرائد، هنا من سيتحمل سرعة إتخاذ قرار الإبعاد من قبل الجهاز الفني والإداري لمنتخبنا الوطني؟

وحتى لا نظلم فيربيك، فقد كان الحبسي خياره الأول بجميع المعسكرات الثلاث الأخيرة التي أنضم إليها، ولكن هذا لا يعفية من مسؤولية سرعة إتخاذ القرار الذي تتحمله إدارة المنتخب بشكل كبير، فحرمان حارس بقيمة وحضور علي الحبسي، يستحق فتح ملف تحقيق شامل بعد المشاركة الآسيوية، والتي خسرت لاعب تحت الضوء حسب تقارير موقع الإتحاد الآسيوي ومختلف وسائل الإعلام بعد قرار الإبعاد، والذي حرم الحبسي من إنهاء مسيرته بآخر بطولة رسمية قد تُكتب له مع الأحمر الوطني، بعد أن قضى أكثر من ١٦ سنة في خدمة المنتخبات الوطنية.

آخر الكلام
سيبقى قرار إبعاد الحبسي من طرائف ٢٠١٨، أما صفعة الكنغر الإسترالي بخماسية نظيفة، هي بمثابة الصدمة التي كشفت عمل الجهاز الفني بالمرحلة السابقة من الإعداد النرجسي، لازالت الفرصة مؤاتية من أجل الوقوف على الأخطاء، ولاخوف على الجماهير في المساندة من أجل مشاركة إستثنائية #صداكم

حول صدى

خدمات شاملة وحلول مبتكرة للعمل التطوعي تتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد

الأخبار

تابعنا: