لا يمكن أن نتغافل تطوير المنتخبات الوطنية والمسابقات الكروية والخطط المستقبلية، ومن ثم نتصدر المشهد لمجرد حصولنا على منصب بمقعد آسيوي؛ فهي لا تعكس سوى حجم التنازلات وما تم من مفاوضات سنتحدث عنها لاحقاً.
الأمر أصبح لا يتعلق برسم الخطط المتعلقة بالوضع العام عند كل مشهد أو إجتماع، وإنما لابد أن يقترن كل ذلك بالأهداف وتمويلها، فالإتجاه بالوضع الحالي غير واضح والمسار نراه متشرذم، فلم تعد هنالك رؤى مستقبلية تتجه كرة القدم نحوها، سوى تلك الوعود بالحملة الإنتخابية التي تبخّرت، والتي لم نرى منها سوى توقيع إتفاقيات وهمية مع مؤسسات كروية على الصعيد الآسيوي بهدف التطوير، ولكن فعلياً وعلى مستوى العمل الميداني تجد مجموعة من التناقضات، فعلى سبيل المثال لم نصرف سوى ١٠٠٠ ريال فقط لقطاع البراعم منذ ٣ سنوات مضت من عمر الإتحاد الحالي!
نعم لم يُعلن عن منتخب للبراعم حتى اللحظة، سوى وعود مستمرة أنطلقت بتعهدات متكررة في ٣ جمعيات عمومية؛ حول رصد الموازنة الخاصة لمراكز البراعم في مختلف محافظات السلطنة، إلا أن كل ذلك لم يحدث، فأين يتم صرف ماتم رصده وإعتماده؟!
لن ندخل في تفاصيل إعداد التقرير المالي وكيف يتم التعامل مع الأرقام، الأهم هو حصيلة منتخب الناشئين الحالي، والذي يعتبر أول منتخب لم يتم ترحيله من مدارس الكرة، ومانلاحظه من خلال نتائج المباريات الودية والمعسكرات حجم المعاناة حول فقدان اللاعبين والمواهب الصاعدة لأساسيات وأبجديات كرة القدم، وهذا ما سيتطلب مضاعفة العمل خلال الفترة المقبلة من أجل الدخول للإستحقاق الآسيوي القادم ونحن على أتم الأستعداد.
والسؤال يبقى إن لم نطبق الخطط اللازمة لقطاع المراحل السنيّة حتى اللحظة، فعن أي برامج أو فلسفة كروية نود تطبيقها؟
ليس هنالك عمل يقوم به إتحاد القدم يمكن أن نلتمسه سوى سياسة الترشيد وتقليص الموازنات اللازمة والتي قضت على كل مايمكن أن نعمل من خلاله من خطط وبرامج ومشاريع كما جئت بالمثال السابق، فمؤشر القياس للمرحلة الماضية على المستوى الإداري والفني في إنحدار مخيف، قد طال حتى مسابقاتنا الكروية التي شهدت تراجع كبير على مستوى التصنيف الآسيوي، حيث سبق وأن تم التنويه بأن المرحلة تتطلب بدائل تسويقية لهذه السياسة حتى نحقق الإتزان على أقل تقدير، إلا أن تغيير الرؤى وعدم التركيز على الأولويات ساهم بشكل كبير في تغيير شكل الهوية وإنعدام المنتج، وبالرغم أن الرعايات الحالية من العهد السابق، إلا أن حجة المسؤول في الوضع الإقتصادي الراهن حال دون إيجاد رعايات أخرى حسب وصفهم!
بهكذا حجّة ومبررات أستطعنا أن نغطي على عجزنا وفشلنا في الكثير من الخطط والبرامج، مما أعطى ذلك مؤشر بعدم تمكن الفكر المؤسسي من تسويق كرة القدم بالشكل المطلوب، فكيف لنا أن نتقدم خطوة بطموح لا أجنحة له؟!
آخر المطاف
علت أصوات الموظفين خارج أسوار الإتحاد في مطالباتهم بحقوقهم، فجاء القرار بتوقيع تعهدات عدم إفشاء الأسرار، بينما يجتمع بالجهة المقابلة رئيس المنتخبات بلاعبي الشواطئ حول مستحقاتهم، بعد غيابهم عن التمارين وعدم تمثيلهم للمنتخب في البطولة الدولية في سابقة تاريخية!
وبين هذا وذاك أنعدمت الثقة، ولم تعد نغمة التغيير والشفافية، لها أثر ونتيجة “واقعية” سوى أنها باتت فقط عناوين “مثالية” #صداكم