لـ إبراهيم الصواعي
ساعات تفصلنا عن العرس الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة، وأنظار العالم تتجه نحو اللحمة الخليجية الدائمة مجدداً، وبالرغم من الأحداث المصاحبة بالسنوات الأخيرة سياسياً؛ إلا أن البطولة الخليجية لازالت تحافظ على إرثها ومكانتها لتؤكد بأنها ولدت لتستمر، وبأن كرة القدم ستبقى دائماً تُجمّع لا تفرّق، وخلاصة عودة مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين مؤشر إيجابي له أبعاد نحو مصالحة خليجية خالصة؛ ليعود الزمان من جديد من أجل أن يتواصل النجاح بين أبناء الخليج العربي، وهذا ماسيزيد البطولة توهجاً يؤكد تعاضد لمسيرة حافلة قد ملأت آفاقاً للرياضة الخليجية على المستوى العالمي.
ما سيميز النسخة الحالية من البطولة الخليجية بأنها ستكون من أفضل الدورات فنياً وتنظيمياً؛ فالمنتخب القطري المستضيف بين جماهيره هو الأكثر جاهزية منذ تحقيقه لقب كأس آسيا، بجانب المنتخب السعودي المونديالي المرشح الآخر الطامح لإستعادة لقب طال إنتظاره منذ ١٦ عاماً وهو يمتلك عناصر ذات خبرة مميزة ونجوم لامعة بالبطولة الآسيوية للأندية، كما أن حامل اللقب المنتخب الوطني العُماني سيسعى للحفاظ على لقبه وهو الأكثر ثباتاً والأفضل أرقاماً بنظام البطولة من مجموعتين بآخر ثمان نسخ، وبالرغم من عدم إستقرار المنتخب الإماراتي فنياً إلا وأنه سيسعى لتحقيق اللقب من أرض الدوحة كما فعلتها قطر بالنسخة الآسيوية الأخيرة، أما المنتخب البحريني سيسعى من خلال مشاركته رقم ٢٢ بأن يحقق لقبه الأول بعد أن عانده الحظ في مرات عديدة حينما حقق المركز الثاني ٤ مرات بتاريخ مشاركاته، أما العراق فهو منتشي بنتائج إيجابية بالتصفيات المزدوجة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢ وآسيا ٢٠٢٣ كما أنه مرشح بقوة نحو اللقب الخليجي تحت قيادة اليوغسلافي سريتشكو ، أما المنتخب الكويتي الأكثر تتويجاً بعشر ألقاب خليجية يطمح رغم الظروف التي مر بها لإستعادة توازنه بوجوه شابه والعودة الى المنافسة مجدداً.
المنتخبات المشاركة قدمت مستويات فنية كبيرة بالبطولة الآسيوية الأخيرة؛ مما يبشر بنسخة خليجية إستثنائية على المستوى الفني وحتى على مستوى التنظيم، بإعتبار خليجي ٢٤ بروفة مصغرة لقادم البطولات العالمية والقارية التي ستستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، وهذا مالمسناه بكل الفعاليات والبطولات الرياضية السابقة والتي لازلت أستذكر تلك الجهود الكبيرة في تنظيم البطولات الخليجية للمراحل السنية منذ خمس سنوات، حينما أعتمد المسؤولين بتأهيل الشباب بكل ما يتعلق بتنظيم الأحداث الكروية، ومن أجل أن تكون البطولات العالمية والقارية التي ستستضيفها بقادم الوقت بتنظيم قطري خالص؛ هؤلاء الشباب أراهم اليوم قادرين على تحمل المسؤولية وهم في أتم الإستعداد لمسك زمام الأمور بأسم شباب كل الخليج والعرب.