مشهدٌ من “زمن كورونا”…!

فهد التميمي-صدى


لم تنقطع عاداتي الكتابية المجنونة.. حيث لا أزال أكتب؛ على جدران غرفتي .. أو قصاصات ورقية متناثرة هنا وهُناك .. ولربما فتحت “اللابتوب” وقمت بكتابة أسطر .. ما ألبث إلا أن أحذفها..!


لا أخفيكم سرًا بأنني أعشق الكتابة أكثر من عشقي لقناتي الخاصة في “يوتيوب”… وأهيم على وجهي في الشوارع باحثًا عمّا يشغلني عن الإمساك بهاتفي والتدوين في الملاحظات؛ لأتخلّص من “إدمان الكتابة” ولكنني اعترف أنني فشلت..!


حتى هذه السطور؛ تحججت بألف حجة لكي لا أكتب؛ ولكنه القدر الذي يدفعني إلى الإمساك بهاتفي وممارسة “خطيئة الكتابة”..! تلك الخطيئة التي حاولت “التوبة” منها؛ لكن “لات حين مناص”..!
حسنًا؛ “كورونا” أهلك الحرث والنسل؛ وبات هو المسيطر على أحاديثنا “الإلكترونية”.. فلا عدنا قادرين على متابعة المباريات؛ ولا يمكننا التغلغل خلف الأبواب الموصدة لكشف أسرار صناعة القرارات الرياضية. كورونا يا جماعة “هلكنا”.. وبات علينا أن نبحث عن طرق أخرى لمواجهته .. غير تلك الطرق التقليدية التي تذكرني بجدتي المرحومة.. ولا تشبه الطرق العصرية التي يندفع المدافعون عنها بغوغائية خلف أحلام تحقيق الذات وتذليل العقبات.


ليت شعري ما الذي فعلته يا “كورونا”.. لكي تجعل البعض يجتمع ذات مساء عبر “واتساب” لتحديد مصير الانتخابات القادمة.. أسماء طُرحت لمنافسة الرئيس؛ وكعكة تم تقسيمها من “الأوصياء”؛ تتضمن مناصب وكراسي.. وامتيازات.. بلا كفاءات مشهودة سوى “المصلحة الانتخابية”..!


بعض الأصدقاء “زعل” من التسريبات الحاصلة في ملف “عقوبات الفيفا”.. رغم إدراكه بأن “الغلط راكبه من ساسه لراسه”.. وإلا كيف لي أن أنسى ما قرأته في صحيفة “لاتينية” بأن لاعبًا يطالب برواتب ثمانية أهلة.. هي المدة التي قضاها في البلاد..؟!


القضية الجوهرية تكمن في غياب “الجدية” في التعاطي مع هكذا قضايا؛ كُلنا نعلم مكمن الخطأ؛ ولكن كما قال الإمام الشافعي:
“وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة .. وعين الرضا تُبدي المساويا”


نتعامل بهذا المبدأ؛ مع بهارات “شيلني وأشيلك” وأطباق “أمدحني ولا تفضحني”.. مقدمة في سُفرة “ربعٍ تعاونوا ما ذلّوا”.. بجلسات شاعرية في “مقاهي الشيشة”..!


ليس عيبًا أن يبحث المرء عن مصالحه الخاصة؛ لكن المصيبة أنه يوهم نفسه بأنه “بطل الأبطال” وأنه الوحيد القادر على انتشال الرياضة من الجرف العميق الذي أوقعها هو بنفسه فيها.


آه لو كانت لي سُلطة.. لقمتُ بتعديل قوانين الأندية .. ومنعت الإزدواجية؛ وقفز من لا دخل له في المعمعة.. ولكن الامر كله عبارة عن “هلوسات” .. وأنا أهيم بوجهي في شوارع مسقط .. “في زمن كورونا”..!

نقطة البداية
العصفورة عادت رغم محاولات البعض اغتيالها.. عادت وفي جعبتها العديد من الحكايات؛ التي سأرويها وسترويها الجدات لأحفادهن ذاتَ مساء..!

حول صدى

خدمات شاملة وحلول مبتكرة للعمل التطوعي تتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد

الأخبار

تابعنا: