بقـلـم: ولـيـد الخفيف
كيان هش سقيم عقيم.. يهيمُ في ظلمات الفضاء الفسيح.. تائه بين فتاوي المتفلسفين ودروب المنظرين، وأفاق محبو – فلاشات الكاميرات – وحديث وصفحات الإعلاميين. تتغير وجوه مسؤوليه أملاً أن يتجاوز خط البداية ولكن السنوات تمضي عبثًا والعمر يتقدم كمدًا وأرجل الكيان ثقيلة مريضة عاقلة بأكياس الرمل تشل حركته فيجري في محله دون فائدة ولا تعديل ..فلا فكر مستنير يهتدي على ضوءه أنديةٌ، ولا بارقة أمل تستفد من صخبها المنتخبات الوطنيةُ ، فأطروحاته مغلفة وهمية يواريها ثرى الأدراج ، جامدة غير قابلة لتنفيذٍ ، أما عمله فمنزوع الفائدة عليل قليل الجودة لا يقبل القياس ولا التقويم ، فما هو سوى تقليد متهالك بلا بوصلة ، ومحاكاة مملة لبطولات ومسابقات دشنها السابقين عام سبعين ، أو كحديث انشائي عبقه فواح كالرياحين ولكن حقيقته وجوهرة يكشفها طعمه المر الأليم ..
فلا عجب إن لم نستفد من ملاعب ومرافق المدارس الحكومية والخاصة والعالمية والدولية التي تتنامى عاماً تلو عام ،ولا غرابة أن نتجاهل مواهب واعدة شابة فنخمدها ، ونغض الطرف عن استغلال إمكانات بشرية ملتهبة مفعمة بالحيوية فنحبطها، فيواريها ثرى الحديث الباهت والضجيج الذائل ، فلم نرى إلا ضجيج شركات مع كل اتحاد رياضي ، ووعود تملأ الصحف في كل يوم ، غير أن تلك الشركات العريضة لم تصادر حبر الصحف التي طبع بها آسفًا ..
إن اتحاد الرياضة المدرسية يمتلك كنزًا اسمه المواهب الواعدة، وطاقات تفيض من أبدان معلمي الرياضة المدرسية المؤهلين نظريًا وعمليًا، فضلا عن رعاية حكومية أرست قواعد الاتحاد فمنحته الصفة الشرعية وافسحت له مقعدًا في الاولمبية ،وخصصت له دون تباطؤ موازنة سنوية مالية ،ومنحته صلاحيات عمل واسعة تصغي الأذان وتملأ العيون والأبصار ولكن ..!
رحل مجلس بلا هوية فلم يترك ما يشفع لذكره، وأتى غيره مرتديًا ثوب الإصلاح وتعديل المسار فأشهر سلاح ” الكلام ” أناء الليل وأطراف النهار، ولكنه أغمد سلاح العمل، فمضى في نفس الدرب الضيق منحرفًا عن طريق الفلاح ! فهل تنتفض وتنفذ جزء ولو بسيط مما يجود علينا به شعراؤك؟ فهل تتمرد على شرنقة التقليد نحو آفاق الابداع؟!
لا تحدوني الثقة في تحويل المدارس إلى مراكز رياضية مسائية لتكون نواة لمشروع أولمبي مرتقب فالأمر يحتاج إلى عزيمة لا تصرف من صيدلية اتحادكم، وأعدكم أن قلمي سيلاحق نجاحكم – لو تحقق – ويشيد باجتهادكم – لو لامست الواقع -، وينتقدكم إن اخلفتم الوعد.