أولويات كروية مُهملة

المدرب أنور الحبسي

المتابع لأحوال الكرة العمانية سواء بالأندية أو المنتخبات يدرك حجم المعاناة التي يعيشها كل العاملين بهذا المجال، فالأحوال المادية الصعبة والمديونيات المتراكمة أرهقت كاهل الجميع، وأجبرت الكثيرين على الإبتعاد من وعن هموم رياضتنا التي لا تنتهي، وأجبرت الأندية على الإكتفاء بالمشاركة في مسابقات قد لا تقنع حتى الاتحاد الذي أشرف على تنظيمها !!

وكعادة الأجواء الغير مثالية التي يسودها التخبط والغموض تتفاوت معها الآمال المستقبلية بين جزر ومد، ولكن ما نتابعه من تراشق وخلاف زادت حدته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح يؤثر سلبا على مسار الكرة العمانية ويقودها إلى متاهات تزيد الوضع سواء فوق سوءه، مما جعل الآراء والمقترحات حبيسة في نفوس أصحابها ولا تخرج خوفا من التأويلات الخاطئة، وإتهامات الشخصنة السائدة بالوسط الرياضي، والتي لا يسلم منها إلا القليل .

ورغم محاولات المتابعة بصمت، وجدت نفسي أكتب عن حال مسابقات المراحل السنية التي أختتم دورها الأول قبل أيام، وتأهل منها ١٢ فريق بكل مرحلة عمرية للدور الثاني، وأنتهى موسم أكثر من ٦٢٪؜ من أنديتنا بعد أقل من شهرين ونصف من بداية المسابقة ، والتي تراوحت عدد المباريات بها بين ٦ الى ١٠ مباريات لكل فريق مشارك، لعب الكثير منها خلال أيام الأسبوع بعد يوم دراسي قضى فيه اللاعب صباحه بالمدرسة !!

فهل المسابقات الحالية كفيلة بصقل مواهبنا وإيصالها إلى المستوى الذي يؤهلها لمقارعة مثيلاتها على المستوى الإقليمي والآسيوي عند وصولها للمنتخبات ؟

وهل مدة المسابقة وعدد المباريات خلالها متقارب مع المتوسط الفعلي الذي توصي به الدراسات العلمية التي تنصح بأن يخوض اللاعب ما لا يقل عن ٣٥ مباراة بالموسم كحد أدنى ، وأن لا تقل مدة الموسم الفعلي عن ١٠ اشهر ؟

وهل تحظى مسابقاتنا بذلك الإهتمام الفني والإعلامي والجماهيري الذي يسهم في تطويرها ؟

وهل القضايا المثيرة للجدل كمواضيع الشعوذة و سفر أعضاء الإتحاد ، وإضراب اللاعبين ، وعقود الرعاية الإعلامية أصبحت أكثر أهمية من مواضيع تطوير المسابقات والمراحل السنية ؟

بعد الإجابة على بعض هذه الأسئلة، سندرك بعض ملامح كرتنا العمانية المستقبلية .

والواضح أمامنا حتى الآن لا يدعوا إلى التفاؤل ، فالمشكلة الأزلية لا زالت قائمة، ولا زلنا مهملين للقاعدة ونحاول تلميع الصورة وتعديلها بزيادة الإنفاق على الفريق الأول، ولا زلنا نبحث عن الكثير من الإثارة والمشاكل ونترك الكثير من العمل للصدفة، ولا زلنا نغلق آذاننا عن كل الآراء الفنيّة، ونهتم كثيراً للزوبعات المثيرة المصاحبة لرأي الشارع الرياضي .

ولا زالت معظم الأفكار التطويرية تصطدم بمجموعة من العوائق، وفي مقدمتها العائق المادي الذي عجزنا لسنوات عن إيجاد الحلول الاستثمارية والتسويقية لمواجهته .

#صداكم

حول صدى

خدمات شاملة وحلول مبتكرة للعمل التطوعي تتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد

الأخبار

تابعنا: